السوق البحريني مقبل على انتعاش بفضل ميزانية السعودية الضخمة
قال مصطفى عبدالواحد الكوهجي الشريك في مجموعة أملاك الكوهجي القابضة إن المجموعة بدأت خطوات فعلية لصياغة نظام للحوكمة ودستور للشركة العائلية التي شرعت في استقبال أبناء الجيل الثالث من ملاكها، مشيرًا إلى أن الشركة تتطلع إلى توسعة أعمالها على أسس سليمة.
وتنشط المجموعة التي تحتفل بالذكرى السادسة والستين لانطلاقها على يد المؤسسين الأخوين عبدالله وعبدالواحد الكوهجي في مجالات بيع المجوهرات، والعقارات، وخدمات المطاعم.
وأوضح الكوهجي أن المجموعة تدرس عدة مشروعات، من بينها تأسيس مصنع للمجوهرات في البحرين، والتوسع في تجربتها في خدمات المطاعم خصوصًا في ظل التشجيع الرسمي لتأسيس المصانع ذات القيمة المضافة، والنمو الجيد في قطاع خدمات المطاعم الذي تصل عوائده السنوية إلى نحو 15%.
وقال: «نحن أبناء الشركة العائلية لا نزال نؤمن بجدوى الشراكة وبركتها ومردودها الطيب، لكننا بطبيعة الحال نريد تطبيق أفضل الممارسات في هذا المجال من خلال تنفيذ قواعد الحوكمة والانطلاق في مشروعاتنا التوسعية على أسس صلبة ومتينة تنتظم فيها علاقة الملاك بالشركة العائلية»، مشيرًا إلى أن «أملاك الكوهجي تناقش مسودة نظام حوكمة صاغتها إحدى الشركات الاستشارية المتخصصة في الوقت الحاضر».
ورأى الشريك في المجموعة أن سوق المجوهرات يتميز بالاستقرار لأنه عادة يستهدف الفئات المقتدرة على شرائه في المجتمع، ولذلك فإن التقلبات لا تؤثر فيه كثيرًا، وهو الأمر الذي جعل المؤسسين يتوسعان في هذا النشاط، لافتًا إلى أن الشركة تملك حاليًا عشر وكالات لأبرز دور المجوهرات في أوروبا، كما أن لديها تشكيلاتها الخاصة من المجوهرات الأحجار والمعادن الثمينة.
في المقابل، أوضح أن أملاك الكوهجي متريثة بشأن البدء في مشروعات عقارية جديدة، وتدرس عدة مشاريع في المستقبل حيث تتوقع تحسن السوق خلال العام الجاري.
وقال: «لقد أعلنت المملكة العربية السعودية عن موازنة للعام الجاري 2019 تبلغ 1.106 تريليون ريال، وهي ميزانية ضخمة جدًا»، مضيفًا: «من واقع خبرتنا في السوقين السعودي والبحريني فإن النشاط الاقتصادي القوي في السعودي ينعكس إيجابًا على البحرين»، متوقعًا أن «تشهد الحركة التجارية نموًا وانتعاشًا في البحرين خلال العام 2019 و2020 بفضل ميزانية الرياض الضخمة».
وقال الشريك في مجموعة أملاك الكوهجي القابضة: «لسنا مستعجلين بشأن تطوير عدة أراضٍ تملكها المجموعة حاليًا سواء أكان ذلك في مجالات تطوير وحدات السكن أو البنايات المدرة».
ومن جانب آخر، ذكر أن الشركة تدرس الدخول في شراكة مع إحدى العلامات التجارية الفرنسية لتدشين سلسلة من المطاعم، مبينًا أن الشركة تمتلك الخبرة الجيدة في هذا المجال إذ كانت شريكًا ومديرًا لأحد المشروعات في هذا القطاع مدة أربع سنوات.
وقال: «إن قطاع المطاعم من أكثر المسارات الاستثمارية المربحة ليس في البحرين فقط، بل في دول مجلس التعاون الخليجي كافة، وذلك أن طبيعة الطقس الحار، وقلة خيارات الترفيه والاستجمام تجعل الكثير من العوائل تتوجه إلى قضاء وقت مميز في المطاعم».
واستدرك قائلًا: «لكن إدارة هذا النوع من الاستثمارات يتطلب أمورًا عدة، من أهمها: الخدمة المميزة، وجودة الطعام وتنوعه بحسب متطلبات الزبائن، وحسن الإدارة لعمليات الطبخ والامدادات بحيث لا تزيد ولا تنقص كثيرًا».
وعن تجربته في العمل التجاري ونصائحه للشباب الطامحين لتأسيس أعمال خاصة، قال: «المرحوم الوالد كان يرى أهمية أن نحصل على الخبرة في القطاع الخاص قبل الالتحاق بالشركة العائلية، وقد عملت في عدة جهات بعد تخرجي في برنامج بكالوريوس المحاسبة بجامعة البحرين».
وتابع قائلًا: «لقد اشتغلت محاسبًا معتمدًا في شركة عالمية للتدقيق، وموظفًا في بنك البحرين الإسلامي، وكذلك موظفًا في أحد البنوك الاستثمارية في السعودية»، منوهًا إلى أن «تلك الخبرة التي امتدت لنحو 14 سنة جعلتني أعتقد بأهمية العمل المؤسسي، وهو ما نتجه لتعزيزه في شركتنا القابضة، وقد بدأنا بالفعل في ذلك من خلال عمليات إعادة هيكلة الشركة».
أما عن نصائحه للشباب الراغبين في تأسيس أعمال خاصة فأكد أهمية أن يعمل الإنسان في المجال الذي يحبه ويميل إليه، وألا يتسرع في قطف الثمار.
وقال: «من الأهمية بمكان أن يمتلك الشاب الطامح لتأسيس عمل جديد الأدوات والمعرفة اللازمة بهذا العمل، وذلك الشرط هو ضمانة النجاح في أي نشاط تجاري أو استثماري»، مؤكدًا في الوقت نفسه أهمية دراسة السوق، ومعرفة متطلباته.
وأشاد مصطفى الكوهجي بالدور الذي تقوم به تمكين في مساعدة الشباب على تأسيس أعمال جديدة وتطوير مشروعاتهم وشركاتهم، مشيرًا إلى أن المرونة التي تتمتع بها تمكين تعزز دورها وتزيد من فاعليتها في سوق العمل. لكنه انتقد اكتفاء تمكين بتقديم الاستشارات الأولية والدعم المالي، مؤكدًا أن متابعة المشروع بعد انطلاقه أمر في غاية الأهمية لضمان استدامة الاستثمار ونموه.
وقال: «الأموال التي تمنحها تمكين لأصحاب الأعمال ليست سائبة، وذلك الأمر يتطلب المتابعة والمراقبة، ومد يد العون، والإرشاد أيضًا».
وعن المسارات الاستثمارية الواعدة أكد مصطفى الكوهجي أهمية الأعمال التي تعتمد على الشراء عن بعد (أونلاين)، مؤكدًا أن الأعمال الناجحة في المستقبل ستكون معتمدة على التكنولوجيا، وهو الأمر الذي يعظم من أهمية المنصات الإلكترونية في جميع الأنشطة.
تعليقات
إرسال تعليق